القلب و العقل في محكمة الزمان
في يوم من الأيام ، وقف القلب و العقل أمام محكمة الزمان لينظر الزمان في تنازعهما على الإنسان
القلب و العقل دائما كانا ضدان
العقل يقول: أنا أولى بهدا الإنسان ، أنا من دبر أموره ،أنا من يصونه أنا أسعى دائما لتسيير شؤنه فهو من حقي و لن أتنازل عن وجوده
فقال القلب : أنا أحق به منك ، أنا من جعلته يدوب من العشق و أنا من اسقيته من عدب الحياة رأى معي الدنيا تزينت بأبهى الزينات ، أنا من جعلته يسهر ، يغازل القمر ،يناجي الطيف الحبيب يعيش من جديد ،لكنك يا عقل كنت تقتل فرحه ، تزيد من أيام همه ، تجعله حزينا و جعلت الحب في نظره كائنا مهينا
أنا من توج رأسه بتاج العاشقين
أنا من أسعدته دائما بلقاء المحبين
أما انت يا عقل ، تريد أن تستميل الإنسان ، ألست انت من جعله يعاني من الحرمان ؟
ألم تجعل آهاته تدوي في كل مكان ؟
أم نسيت إني كنت معك رفيق الإنسان
ويقول القلب أيضا : لكني رافقته أي الإنسان إلى جزيرة المشاعر و حررته من قيود ك و حكمك الجائر
فلا تدعي البراءة لأنك بكل بساطة كنت للأحزان في دربه شريك تبعده عن السعادة ألف ميل بحجة أنك صديقه
هنــا دق الزمــان على مقــرعة المحكمــة
يريــد أن يجعل الحكم بينهمــا بالبينــة
فقال العقل : لا نستطيع نكران جهوده فهو الإنسان نبراس طريقه على هديه يكمل في الحياة مصيره و لا يمكن للإنسان أن يستغنى عن رفيقه
و القلب هو من يخرجه من أزماته ، يسعى به دائما لدنيا الأحلام ، يسعده بالحب تارة ويحزنه تارات و لكنه في كل الأوقات رفيق النبضات ، يشعره بلدة الغرام بلهفة اللقاء
يشتاق يهجر ، يحب ، يكره ، يلون له اللحظات
يبعد الملل عن طريقه يزهر له الأوقات
القلب وجوده في حياته أصبح عنوانه
إدهبا أنتما الإثنان مع الإنسان لا يمكن أن تفارق دربه مهما كان وليكن بينكما مقسوما على مر الزمان النهـــايـــــــة