الأدب الإسلامي نبض التوحيد

نائب مدير المنتدى

قبالة آداب العالم التي تعج بأصوات الشرك والصنمية، يقف الأدب الإسلامي متفردا بقامته العالية، كمئذنة توغل في السماء لكي تقول للناس في القصيدة والقصة والرواية والمسرحية والمقال؛ بل حتى في السيرة الذاتية: (لا إله إلا الله).

ليس بالمنطوق الفكري الذي يبني معماره على التجريد، ولكن من خلال تدفق الحياة نفسها.. من خلال الناس الذين يعيشون هذه الحياة ويطربون في ساحاتها، من خلال الخبرة اليومية: النفسية أو الفكرية أو الوجدانية أو الروحية أو العاطفية.. الفردية أو الاجتماعية.

إن نبض التوحيد الذي يملك منظومته العقدية والحياتية، القديرة على إعادة صياغة حياة متحررة حتى أعمق نقطة في نسيجها، من كل صنوف الشرك والطاغوتيات والحتميات والصنميات التي تستلب الإنسان.. هذا النبض الذي إذا قدر له أن ينعكس في بنية أعمالنا الأدبية، فإنه سيمنحها فرادة تميزها من سائر الآداب والمذهبيات الأخرى في العالم على امتداده، وقد تكون بسبب أصالتها وفرادتها نقطة جذب وإغراء يدفعان "الآخر" من خارج دائرة الأدب الإسلامي وبخاصة الغربيين، إلى محاولة سبر غور هذا الأدب وقبوله وتقديره؛ لأنه يرفض ابتداء أن يكون مسخا للآخر، بل ويسعى لأن يقدم شيئا جديدا وعزيزا.

إن الغربي لا يحترم من يقلده ويسير خلفه تبعا، ولكنه يقدر الذي يعرف كيف يحترم نفسه، ويحمي أصالته، ويقدم خبرة جديدة وشيئا مضافا.

منذ عصور الملاحم والمسرحيات اليونانية الكبرى المشبعة بالميثولوجيا القائمة على الشرك والوثنية وحتى اللحظات الراهنة، وآداب الغرب لم تستطع فكاكا من أسر "الصنمية".. ويجئ الأدب الإسلامي لكي يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، ويحررهم من كل صنوف الحتميات والقهريات والشركيات التي تعج بها الحياة اليومية الغربية، فيما سماه (روجيه جارودي) منذ زمن بعيد: الصنميات العلموية، والعسكرية، والاقتصادية، والميتافيزيقية.

إن الأدب الإسلامي نبضه التوحيدي المتميز هذا هو كما يقول (جارودي) في (وعود الإسلام): "نور ينقلك إلى عالم آخر، مشع في هذا العالم".

وهكذا يصبح الأدب الإسلامي كما يقول، أو الفن كما يقول "روم لاندو" في (الإسلام والعرب):"رمزا حقيقيا يبين موقف صاحبه من منهج الله، ومن العالم الذي يحيا فيه".

إنهما ـ كما يقول روم لاندو نفسه:"المنطلق والجمال اللذان ينبثقان عادة كلما حاول امرؤ مخلص أن يترجم روح دينه وحضارته الأشد عمقا وإيغالا في الباطن وينقلها إلى صورتها المنظورة".

إنهم يعرفون جيدا كم أن الإسلام بنبضه التوحيدي هذا "تغلغل ـ كما يقول مارسيه في (الفن الإسلامي) في الحياة البيتية، كما دخل حياة المجتمع وصاغت الطبائع التي نشرها شكل البيوت والنفوس".

والمهم أن تكون أعمالنا الأدبية بمستوى هذه الرؤية الكبيرة الفريدة، لكي نعرف كيف ننقلها إلى العالم.. أن يكون لدينا روائيون كبار بمستوى "ماركيز" و"ستورياس" و"هنجواي" و"ديكنز" و"هوجو" و"ديستوفسكي" و"تولستوي".

وحينئذ سيعرف العالم.. من خلال الشخوص والخبرات والوقائع التي تحيا وتتنفس في بنية العمل الروائي، ما الذي تعنيه شهادة (لا إله إلا الله) للإنسان المعذب المقهور في مشارق الأرض ومغاربها.

*************منقول**************

نائب مدير المنتدى

جزاك الله خير اختي الكريمة

وفقك الله لكل خير

مدير عام المنتدى

اخت لطيفة
شكرا لكى على الامانة فى الاشارة الى المصدر
وشكرا لكى على اختياراتك المبدعة
تقبلى مرورى
ودمتى بكل ود
محمد

نائب مدير المنتدى

الأدب الإسلامي نبض التوحيد Images?q=tbn:ANd9GcSVmtvOUVRPpWVae1SHffDUmAnYQmQ3mIHaT_mifnnJGXcjm155

على المرور
latifa

» مفهوم المودة و الرحمة في الزواج الإسلامي
» الأدب قبل العلم