فتحية طالب
مراقب عام
 | | موضوع: الحسد في الإسلام وتحصين منه الخميس يناير 19, 2012 6:05 pm | |
|  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد
فإن ممن يعرى الأخوة والتسامح بين المسلمين وينشر البغضاء والكراهة بين الناس , ذلك المرض الخبيث الفتاك الذي يبدل النفوس و يفسد القلوب ألا وهو مرض الحسد
سأتحدث في مقالي اليوم عن موضوع الحسد , طبعا الحسد شائع بيننا وليس بغريب على كل شخص
فمعظمنا مر في موقف أو تعرض للحسد بشكل مباشر الخ ...
تعريف الحسد
الحسد في الأسلام : هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.
الحسد في تعريف الفيلسوف أرسطو : الألم الذي سببته من حسن حظ الآخرين
نستنج في الموضوع أعلاة الحسد مشكلة في العالم جميعا ليس بيننا فقط كمسلمين وسأفصل فيها الان
والحسد في نظر الديانة المسيحية من الخطايا السبع القاتلة تشابه الموبقات السبع عندنا , لا أريد أن أخرج من صلب الموضوع ونعود الى
أنواع الحسد :
أ- كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم . ( الحسد المذموم )
ب- أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا الغبطة . ( الحسد الجائز )
الحسد مرض أجتماعي من أمراض النفوس , ولا يكاد يخلوا صاحب النعمة من الحسد وكما قيل " كل ذي نعمه محسود " والحسد من الصفات الذميمه القبيحة في الأنسان ويفتك بصاحبة ويردية الى المهالك .
حكم الحسد والغبطة في الأسلام :
أ- الحسد حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصريحة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : " إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ , فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ "
قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ﴾
قوله تعالى : ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
ب- حسد الغبطة هو مباح لقوله تعالى : ﴿فِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾
قوله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً وسلّطه على هَلَكَته في الحق، وجل آتاه الله الحِكم فهو يقضي بها ويعلمها الناس»
أقوال علمائنا و السلف في الحسد :
قال ابن سيرين: ما حسدت أحداً على شيء من أمر الدنيا ، لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسُدُه وهي مصيره في الجنة ، وإن كان من أهل النار فكيف أحسُدُ على أمر الدنيا وهو يصير في النار.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما كانت نعمة الله على أحد إلا وجَّه لها حاسداً
وقال معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه: لأبنه : يا بني إياك والحسد , فإنه يتبين فيك قبل أن يتبن في عدوك.
وقال بن الجوزي رحمه الله : إعلم أن الحسد يوجب طول السهر وقلة الغذاء, ورداة اللون , وفساد المزاج , ودوام الكمد أى : الحزن الشديد.
وقال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله : والمقصود أن الحسد مرض من أمراض النفس , وهو غالب يخلص منه الاقليل من الناس , ولهذا يقال : ماخلا جسد من حسد ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه .
وقول السمرقندي رحمه الله
يصل إلى الحاسد خمس عقبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود :
الأولى : غم لاينقطع .
الثانية : مصيبه لا يؤجر عليها .
الثالثة : مذمه لا يحمد عليها .
الرابعة : سخط الرب جل وعلا.
الخامسة : يغلق عنه باب التوفيق.
وقول الحسن البصري "من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره".
أسباب الحسد :
1- الأعتراض على قسمة الله في الرزق وغيره لمحسوده
2- العداوة والبعضاء للمحسود
3- الكبر والعَجبْ وهو حسد الكفار ولنا في قصة أبوجهل موعضة
4- حب النفس والجاة فهو يحب الظهور على الأخرين ويتمنى ان يكون الوحيد
5- خبث النفس
6- حب الدنيا والتعلق بها , أما المتعلق بالاخرة فلا يعرف الحسد
7- ضعف الايمان والرضا بالقضاء والقدر
أبتلاء رب العالمين للحاسد :
1- هم وضيقة أبدية في الصدر
2- مصائب لا يؤجر عليها
3- كراهيه الناس للحاسد و عدم محبتهم له
4- أنخفاض منزلته بين الناس ونفورهم منه
5- الحسرة في النفس , فلا يجد لحسراته انتهاء ولا لمرضة شفاء
موقفنا كمسلين من الحسد :
أ- شكر النعمة التي وهبها الله لنا
ب- لا ننظر لما هو أعلى منا
ج- مجاهدة النفس وحثها على شيم الأخلاق وصفاء النفوس
د- العلم بأن الله قسم الارزاق بعدل تام على الكل
هـ - الأستعاذة من الحسد وقراءة الأدعيه المأثورة
و- التوكل على الله في كل شي
ز - ذكر الله عندما نرى شيئا يعجبنا
الوقاية من الحسد :
1- التوكل على الله
2- المداومه على قراءة أية الكرسي
3- ان لايخاف المحسود من الحاسد
4- تحذير الحاسد في حال معرفتة
5- تقوى الله عز و جل
علاج المحسود في السنة النبوية :
1- الرقية الشرعيه
2- الأغتسال من أثر الحاسد اذا عرف , وطريقتها أن تأخذ بقايا طعام أو شراب الحاسد ثم يوضع في الماء ويشرب منه المحسود .
في الختام أتمنى أني وفقت في توصيل الموضوع بسهوله للمتلقي ...
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما فإنه لا علم إلاّ ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم
والصلاه على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم | |
|
