تميز الجزائر بعادات وتقاليد عديدة في الاحتفال بالمناسبات الدينية كالمولد النبوي الذي يعتبر مناسبة عظيمة لتخليد ذكرى مولد سيد البشر.
تمسك المجتمع الجزائري بتقاليد وعادات راسخة ورثها عن أجداده في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال الإكثار من الطاعات و الصلاة على سيد الخلق أجمعين وتلقين الأطفال سيرته ومآثره ، وإطعام الفقراء حبا فيه ، تبدأ العائلات الجزائرية في الاحتفال بهذه المناسبة في 11 من شهر ربيع الأول أي في ليلة مولد النبي من خلال تعطير المنزل بأروع أنواع البخور وإضاءة أركانه بالشموع كما تعمد ربات البيوت إلى تجهيز أشهى الأطباق والمأكولات التقليدية التي تختلف من منطقة لأخرى بالجزائر كالرشتة أو الكسكس وكذا الشخشوخة بأنواعها، لتجتمع العائلة حول مائدة العشاء المنارة بالشموع على أحد هذه الأطباق التقليدية.طبق الشخشوخة طبق الرشتة
طبق الكسكسي
عد الانتهاء من وجبة العشاء يخرج الأطفال إلى الشارع حاملين الشموع والمفرقعات وكذا الألعاب النارية التي تزين سماء الجزائر ليلة المولد النبوي الشريف معبرين عن فرحهم وبهجتهم بهذه المناسبة المباركة، بينما تجتمع النساء في السطح في سهرة يزينها إبريق الشاي والفول السوداني المملح ليحكين سيرة سيد الخلق وحياته ويتسامرن في جو تسوده البهجة والفرح .و إحياءا لهذه المناسبة العظيمة تقيم المساجد حلقات دينية لتعريف الناس بقصة المصطفى عليه أزكى الصلوات كما تقام مسابقات دينية يكرم من خلالها حفظة القرآن .كما تركت جداتنا فينا عادة لا تزال راسخة حتى اليوم هي تخضيب يد الفتيات غير المتزوجات بالحناء قبل النوم ليلة المولد النبوي تيمننا ببركة هذا اليوم والدعاء لهن بزوج صالح وبيت سعيد.أما في صباح يوم 12 من ربيع الأول تفطر العائلة الجزائرية على طبق الطمينة المعدة من الدقيق الخشن والعسل مع الزبدة والتي تعد عادة عن ازدياد مولود جديد في العائلة تعبيرا عن الفرح. ورغم اختلاف التقاليد والعادات الجزائرية عن عادات الوطن العربي الأخرى في إحياء هذه المناسبة الجليلة لكن جميع المسلمين يجتمعون في هذا اليوم على حب سيد الخلق وامتنانهم لما تركه فيهم وفخرهم بإتباع سنته ، ويبقى المولد النبوي مناسبة روحية تعبر عن حبنا للمصطفى الهادي من أخرجنا من الظلمات إلى النور من علمنا مكارم الأخلاق و الحب والتسامح من ترك فينا كل طيب من يرضي الرحمان.
الفتيات ترتدين الشدة التلمسانية صبيحة المولد النبوي عواشر مبروكة علينا و عليكم