منتدى ساعة العصارى
أهلا بك فى منتدى ساعة العصارى من فضلك قم بالتسجيل أو الدخول
نورت المنتدى بطلتك ولا تحرمنا زيارتك مرة أخرى محمد ضباشه
منتدى ساعة العصارى
أهلا بك فى منتدى ساعة العصارى من فضلك قم بالتسجيل أو الدخول
نورت المنتدى بطلتك ولا تحرمنا زيارتك مرة أخرى محمد ضباشه
منتدى ساعة العصارى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ساعة العصارى

نافذة تقافية يكتب فيها مثقفين من انحاء الوطن العربى
 
الرئيسيةمنتدى ساعة العصأحدث الصورالتسجيلدخول

اهلا بكم معنا على صفحات منتدى ساعة العصارى - شعر - قصص - اسلاميات - أطاق ماكولات - ديكور - والعديد من الموضوعات الاخرى - تحياتى محمد ضباشه


 

 الزهد في الدنيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لطيفة بن محمد
نائب مدير المنتدى
نائب مدير المنتدى
لطيفة بن محمد



الزهد في الدنيا  Empty
مُساهمةموضوع: الزهد في الدنيا    الزهد في الدنيا  Emptyالثلاثاء مارس 31, 2015 9:11 am

الزهد ضد الرغبة، والتزهيد في الشيء وعن الشيء خلاف الترغيب فيه.
يقال: زَهَدَ فيه وعنه بمعنَى تَرَكَه وأَعرَض عنه، وقال الله تعالى: [size=24]﴿وكانُوا فيه منَ الزَّاهدينَ﴾ قال ثعلبٌ: اشتَرَوْه على زُهْد فيه.[/size]
ويأتي بمعنى القليل: فالزهد القلة في كل شيء, يقال عطاء زهيد أي قليل، وأَزْهَدَ الرجلُ إِزْهاداً إِذا كان مُزْهِداً لا يُرْغَبُ في ماله لقلته، وازْدَهَدَ العطاءَ استقلَّه، والمُزْهِدُ القليل المال.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [size=24]«أَفضل الناس مؤمن مُزْهِدٌ»(2)، المُزْهِد القليل الشيء ومنه حديث ساعة الجمعة «فجعل يُزَهِّدُها أَي يقللها»(3)، وفي حديث عليّ رضي الله عنه «إِنك لَزَهِيدٌ»(4).[/size]
والزَّهيدُ: القَليلُ والضَّيِّقُ الخُلُقِ كالزَّاهِدِ والقَليلُ الأَكْلِ والوادي الضَّيِّقُ، وازْدَهَدَهُ: عَدَّهُ قليلاً. وقال الأَزْهَريُّ: رجل زَهيدُ العَيْنِ إذا كَأن يُقْنِعه القَليلُ ورَغِيبُ العَيْنِ إذا كَأن لا يُقْنِعُه إلا الكَثيرُ[size=24](5).[/size]
ويأتي بمعنى التعبد: يقال فلان يتزهد أَي يتعبد والزُّهدُ في الدّين خاصةً, والزهادة في الأشياء كلها[size=24](6).[/size]
فالزهد في اللغة هو ترك الميل إلى الشيء، وقلة الرغبة فيه.
الزهد في الاصطلاح: اختلفت عبارات أهل العلم في تعريف الزهد مع تقارب المعاني فقد قيل في تعريفه: بغض الدنيا والإعراض عنها.
وقيل هو ترك راحة الدنيا طلباً لراحة الآخرة، وقيل أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك[size=24](7).[/size]
ومن أصوب ما قيل فيه أنه: أخذ أقل الكفاية مما تُيقن حله، وترك الزائد على ذلك لله تبارك وتعالى[size=24](Cool.[/size]
وقد تنوعت عبارات السلف الصالح في كلامهم على الزهد ومعانيها متقاربه نذكر طرفاً منها فقد قال الإمام سفيان الثوري- رحمه الله-: الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء.
وقال ابن الجلاء: الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال فتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها.
وقال ابن خفيف- رحمه الله-: الزهد سلو القلب عن الأسباب ونفض الأيدي من الأملاك.
وقال الجنيد -رحمه الله-: الزهد خلو القلب عما خلت منه اليد.
وقال عبد الواحد بن زيد الزهد: الزهد في الدينار والدرهم.
وقال عبد الله بن المبارك: هو الثقة بالله مع حب الفقر، وهذا قول شقيق ويوسف بن أسباط[size=24](9).[/size]
قلت: الزهد يكون مع الغنى كما كان حال بعض الأنبياء عليهم السلام وسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وبعض الأئمة الصالحين، ويكون مع الفقر.
ومن أجمع الكلام في الزهد ما قاله الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: الزهد على ثلاثة أوجه:
الأول: ترك الحرام وهو زهد العوام, والثاني: ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص, والثالث: ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين.
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- معلقاً على هذا الكلام: وهذا الكلام من الإمام أحمد يأتي على جميع ما تقدم من كلام المشايخ مع زيادة تفصيله وتبيين درجاته، وهو من أجمع الكلام وهو يدل على أنه -رضي الله عنه- من هذا العلم بالمحل الأعلى، وقد شهد الشافعي -رحمه الله- بإمامته في ثمانية أشياء أحدها الزهد[size=24](10).[/size]
ويقول الإمام الغزالي -رحمه الله- ومعنى الزهد أن يملك العبد شهوته وغضبه فينقادان لباعث الدين وإشارة الإيمان وهذا ملك بالاستحقاق إذ به يصير صاحبه حراً، وباستيلاء الشهوة عليه يصير عبدا لفرجه وبطنه وسائر أغراضه فيكون مسخرا مثل البهيمة... ومثل هذا هل يكون إلا معكوسا في الدنيا منكوسا في الآخرة[size=24](11).[/size]
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: والزهد المشروع ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة، وأما كل ما يستعين به العبد على طاعة الله فليس تركه من الزهد المشروع[size=24](12).[/size]
وقال العلامة ابن القيم -رحمه الله- بعد أن ذكر طرفا من كلام أهل العلم في الزهد: والذي أجمع عليه العارفون: أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة[size=24](13).[/size]
ويقول -رحمه الله-: "ومن أحسن ما قيل في الزهد كلام الحسن أو غيره: ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال؛ ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو لم تصبك فهذا من أجمع كلام في الزهد وأحسنه"[size=24](14).[/size]
[size=24]فضل الزهد:[/size]
والزهد الذي هو من أهم أعمال القلوب، لا شك أن فضله عظيم قد وردت فيه آيات وأحاديث كثيرة.
قال الله سبحانه وتعالى: [size=24]﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ [القصص: 78-80] ففي هذه الآية نسب الزهد إلى العلماء ووصف أهله بالعلم وهو غاية الثناء.[/size]
والزهد من صفات أهل الإيمان قال سبحانه: [size=24]﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾ [الشورى: 20], وقال تعالى: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه: 131].[/size]
قال الإمام الغزالي -رحمه الله-: "فوصف الكفار بذلك فمفهومه أن المؤمن هو الذي يتصف بنقيضه وهو أن يستحب الآخرة على الحياة الدنيا"[size=24](15).[/size]
حصول الراحة والاطمئنان لأهله قال سبحانه: [size=24]﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: 23].[/size]
وقد ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات التي تبين حقارة الدنيا وحقيقتها التي يغتر بها كثير من الناس، ليزهد الإنسان في هذا الدنيا فهي دار فناء، ويعمل لدار البقاء والإقامة قال سبحانه وتعالى:[size=24]﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14].[/size]
فالدنيا القليل منها والكفاف منها ينفع، والزائد منها مضر مهلك، فينبغي على الإنسان التقليل من الدنيا قال عز وجل: [size=24]﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس: 34].[/size]
وقد ضرب الله - عز وجل- كثير من الأمثلة التي تبين حقارة هذه الدنيا وأنها زائلة ليزهد فيها ويرغب بما عنده من الرضوان والنعيم المقيم قال تعالى: [size=24]﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ [الكهف: 45-46].[/size]
وقال سبحانه: [size=24]﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور﴾ [الحديد: 20].[/size]
ففي هذه الآية ضُرب لهم مثلُ الحياة الدنيا بحالٍ محقَّرةٍ على أنها زائلة تحقيراً لحاصلها وتزهيداً فيها لأن التعلق بها يعوق عن الفَلاَح[size=24](16).[/size]
وقال سبحانه: [size=24]﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [فاطر: 5], وقال سبحانه: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ [النساء: 77].[/size]
فالاستمتاع بالدنيا قليل والتمتع بها قليل من قليل، وثواب الآخرة خير وأفضل لمن اتقى المعاصي، وأقبل على الطاعات[size=24](17).[/size]
والآيات التي تتحدث عن الزهد في الدنيا والحث على التقليل منها كثيرة ومشهورة.
الهدي النبوي: وفي السنة النبوية الكثير من الهدي النبوي في التحذير من الدنيا، والانغماس فيها، وبيان حقيقتها الشيء الكثير نقف مع بعضها:
[size=24]ففيه التحذير من الدنيا والتنافس فيها:[/size]
فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال: [size=24]«إني مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها»(18).[/size]
والمراد بزهرة الدنيا بهجتها ونضارتها وحسنها، والتنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه وأصلها من الشيء النفيس في نوعه.
وفي هذا الحديث أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فتحت عليه أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها فلا يطمئن إلى زخرفها ولا ينافس غيره فيها[size=24](19)، فالزهد في الدنيا خير من التنافس فيها؛ لأن التنافس في الدنيا يؤدي إلى الهلاك كما ورد في الروايات الأخرى.[/size]
فعن عمرو بن عوف الأنصاري- رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال: [size=24]«أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء». قالوا أجل يا رسول الله قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم»(20).[/size]
وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه-: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [size=24]«إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»(21).[/size]
ففيه التحذير من الاغترار بالدنيا فالدنيا حلوة خضرة أي مشتهاة مونقة تعجب الناظرين فمن استكثر منها أهلكته كالبهيمة إذا أكثرت من رعي الزرع الأخضر أهلكها ففي تشبيه الدنيا بالخضرة التي ترعاها الأنعام إشارة إلى أن المستكثر منها كالبهائم فعلى العاقل القنع بما تدعو الحاجة منها، وتجنب الإفراط والتفريط في تناولها فهي حلوة المذاق صعبة الفراق[size=24](22).[/size]
[size=24]ومن الهدي النبوي بيان حقيقة الدنيا:[/size]
عن المستورد بن شداد -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [size=24]« والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه - وأشار بالسبابة - في اليم فلينظر بم يرجع»(23).[/size]
يقول في الفتح: فالدنيا بالنسبة إلى الآخرة لا قدر لها وإنما أورد ذلك على سبيل التمثيل والتقريب وإلا فلا نسبة بين المتناهي وبين ما لا يتناهى والى ذلك الإشارة بقوله فلينظر بم يرجع ووجهه أن القدر الذي يتعلق بالأصبع من ماء البحر لا قدر له وكذلك الدنيا بالنسبة إلى الآخرة، والحاصل أن الدنيا كالماء الذي يعلق في الأصبع من البحر والآخرة كسائر البحر[size=24](24)، فالعاقل من يعلم قدرها فيزهد فيها.[/size]
والنبي صلى الله عليه وسلم يحب الخير لأمته فيرشدها إلى كل خير وهدى، ويستغل كل حدث ليقدم لها من الخير والنصح ما يحصل به لها السعادة، وكان صلى الله عليه وسلم يضرب لها الأمثلة المشاهدة التي تبين حقيقة الدنيا لتكون أبلغ وأنفع فعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية والناس كنفته فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال[size=24]«أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟» فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟«قال أتحبون أنه لكم؟» قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا فيه لأنه أسك فكيف وهو ميت؟«فقال فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم» (25).[/size]
ويبين النبي صلى الله عليه وسلم حقارة الدنيا وقلتها في الحديث الذي رواه سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [size=24]«لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا من شربة ماء»(26).[/size]
والمعنى أنه لو كان لها أدنى قدر [size=24]«ما سقى كافرا منها» أي من مياه الدنيا «شربة ماء» أي يمتع الكافر منها أدنى تمتع فإن الكافر عدو الله والعدو لا يعطي شيئا مما له قدر عند المعطي فمن حقارتها عنده لا يعطيها لأوليائه(27).[/size]
[size=24]ومن النصائح النبوية:[/size]
فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال:[size=24]«كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك(28).[/size]
قال جماعة من العلماء في تفسير هذا الحديث: "لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تغتر بها فإنها غرارة خداعة، ولا تتعلق إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه، ولا تشتغل فيها إلا بما يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله"[size=24](29).[/size]
ومن النصائح النبوية ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [size=24]«انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم»(30).[/size]
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [size=24]«من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة»(31).[/size]
[size=24]نماذج عملية من إمام الزاهدين:[/size]
فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: [size=24]«ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه»(32)، والدقل هو التمر الرديء.[/size]
وعن عائشة-رضي الله عنها- قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: [size=24]«وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر من شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني»(33).[/size]
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت لعروة: [size=24]«ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نار، فقلت يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا»(34).[/size]
ففي هذا الحديث زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والصبر على التقلل وأخذ البلغة من العيش وإيثار الآخرة على الدنيا[size=24](35).[/size]
وعن عمرو بن الحارث: ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخي جويرية بنت الحارث قال:[size=24]«ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة.»(36).[/size]
فما أجمل هذه الصور من إمام الزاهدين وخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي لو أراد أن تكون جبال أحد ذهباً لكان ذلك، لكنه مات ولم يترك ديناراً ولا درهماً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الزهد في الدنيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة الزهد وصفات الزاهدين
» مبتلى من مصائب الدنيا
» من ثمرات الحسنات في الدنيا
» الدنيا للجميع والاخرة للمطيع
» الدنيا بين السطور (منقول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ساعة العصارى :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: