صورة طبق الأصل
قصة قصيرة
محمد ضباشه
بين أحضان الزمن الذى نعيش فيه الان , وتحت ظلال اشجارالحب , وبين القلب وقلب الأخر بدأت هذه القصة بين فتاه جميله بيضاء جذابه الملامح ذات فتنه طاغيه وقوام طويل ورشيق عيناها يشبهان لون العسل ووجنتيها بلون التفاح الملون بلون الورود , وشعرها الاسود بلون الليل يخرج منه شعاع براق مثل سلاسل الذهب المضاء وفم عذب حلو الكلاام تتمنى ان تقضى حياتك بجانبها لتسمع صوتها وترى هيئتها
اسمها ملاكى وينادونها سوسو شابه صغيرة فى مقتبل العمر , رقيقة الحواس والمشاعر ليست ككل بنات سنها كانت تبحث عن الحب فى زمن ضاع فيه الحب وتغيرت المشاعر والأحاسيس وتلونت بلون المادة واصبح كل شيىء فى الحياة سلعة تباع وتشترى
وميمى الشاب ذو الاحساس المرهف الذى يمك قلب نابض بالحب دائما يحمل رساله ان الحب فوق المادة التى تفنى بمرور الزمن الا ان الحب باقى ما دامت الحياة باقية , تسمع منه حديثه عن الحب تجد له مذاق ونكهة خاصة لم تتعود عليها من قبل وكأنه رسول الحب ارسل الى البشرية ليعلمهم معنى الحب والوفاء ,عاش ميمى طليه حياته يبحث عن فتاة أحلامه بين افكارة وأحاسيسه ويرسم لها صورة كما يتخيلها هو , ربما تختلف كثيرا أو قليلا عن وجوه البنات ولكنها تختلف كليه فى مدى حبها واخلاصها لمن تحب , كان ينظر الى وجوه الناس الكثيرة فلا يجدها بينهم , حتى ان سرق منه الزمن سنوات من عمره طوال فى البحث عنها ولم يجدها , حتى تعب من كثرة البحث والسؤال , وكأنها صورة فقط فى الخيال ومن المستحيل أن يجد لها اصل فى الواقع , ومع هذا لم يفقد الامل وكان يتوقع انه يراها فى يوم من الأيام
شغلته امور الدنيا ومصاعب الحياه كثيرا ولم تشغله ولو للحظة فى التفكير فى تلك الصورة التى رسمها خيالة لحبيبتة , صورة من النادر ان يكون لها اصل يمكن ان يتقابل معة ذات يوم , ومرت الايام والشهور والسنين
وذات مساء , رزاز خفيف يدق على باب قلبه دقات مرتبه وكأنها دقات قلب مجهد اضنته الليالى وفتح قلبه ليرى من بالخارج , ولم يصدق عيناه ولا أذناه يالك ايها الزمن العجيب , انها هى ملاكى حبيبة القلب والفؤاد , فحيته تحية رقيقة كهمس الهواء ومدت يدا صغيرة ملونة الأظافر لتصافحه وهى تصلح من وضع شعرها الذى يتطاير على عينيها ومد يده هو الأخر ليصافحها ومن أن تقابلت ايديهما الا وأحسس بشيىء غريب يسرى بجسده وكأن قوه كهربائية تسرى بين دمه ولحمه ولم بستطيع فى تلك اللحظة ان ينطق بكلمة واحدة فقد دب الصمت المكان واصبحت الكلمات خرساء لا تقوى على الكلاام واصبحت لغة العيون هى اللغة الوحيدة التى تصلح فى التعبير عن الحب فى تلك اللحظات الصامته
وكانت هى الأخرى تنظراليه نظرات الشوق والاعجاب , وكانا كل منا يختلس نظرة من الاخر ليروى بها قلبه, وانصرفت وانصرف معها جزء كبير من الهم والفكر اللذان كانتا يشغلان باله , فما كان يفكرفيه اصبح اصل موجود يعيش ويتنفس ويمكن ان يلتقى به فى يوم من الأيام
هكذا صور له عقله وتفكيرة , يوهم نفسة بأن من يحبه موجود لتستمر الحياه وعدت ساعات وساعات وصورتها لا تفارق خيال ميمى , حتى ان طلعت الشمس من جديد فوجد ان الحياة أجمل مما كانت عليه بالأمس القريب
حزن ميمى حزنا شديدا على أن حبيبته التى رسمها فى خيالة ورأها قلبه واقع حى منذ ساعات بسيطة, تبعد عنه بمسافات طويلة لا يقدر على احتمالها فى الوقت الحالى فصدق القول الذى يقول أن الرياح لا تأتى بما تشتهى السفن , لم يراها بعينه التى يبصر بها ولكن بعيون قلبه رأها كثيرا وأحتار فى الاامر بعض الوقت الا ان الله سبحانه وتعالى اراد ان يجمعهما مره اخرى بعد عناء طويل
جرس التليفون يرن رنات متتاليه وسريعة وكأن من يتصل على عجله من امرة , امسك ميمى التليفون وضغط على زر فتح الخط ولم يصدق أنه لصوت يسمعة كل يوم فى قلبه, فتبادل معها الحديث وعرف انها كانت تريد الاتصال بشخص أخر الا ان النمرة جاءت صدفة معها فوجدت نفسها تتحدث مع شخص لن تعرفة من قبل ولكنه قريب جدا من قلبها فاستمرت فى المكالمة لبضع دقائق وانصرفت على وعد منها بالاتصال مرة أخرى
شعر ميمى ان الحياه اصبحت جميلة بالنسبة له , واطمئن ان حبيبتة موجودة وحديثة معها أشعره بأنها هى الاخرى متعلقة به , ولكنه كان دائما على شوق ولهفة , يتمنى ان يتكلم معها ويراها ويسمع صوتها فىكل لحظه , ولكن هى الأخرى لم تتصل ذات اليوم ومرت ايام ولم تتصل كما وعدت ميمى
كانت ملااكى من ذلك النوع الخجول , كثيرة الصمت , قليلة الكلام , تخاف ان يعلم احد من اسرتها أنها احبت ميمى أو يشعر أى منهم ويحس بصوتها وهى تتحدث معة فتنال منهم شر العقاب الا انها استجمعت قواها وااتصلت به لثوانى معدودة ووعدته بأنها ستحاول الاستمرار فى اتصالها به كلما تسمح الظروف
تعلقت ملاكى بميمى وكان اليوم الذى يمر عليها دون ان تتصل به أو يتصل بها اشبه بيوم ممطر ذو عواصف لا يحتملها بشر,وتغيرت عاداتها داخل المنزل , حتى احتار فى امرها من يعيشون معها فقد اصبحت تصرفاتها تأخذ شكلا أخر على غير عادتها وطبيعتها التى يعرفها أهلها , وكانت دائما تجد الحجج التى تبرر بها لهم تصرفاتها
احبته من كل قلبها كما يقولون وتمنت من كل قلبها ان يكون زوجا لها , فهى لا تستطيع ان تقضى باقى حياتها بدونه , وكان ميمى ايضا يشعر نفس الاحساس وكأن القلبان كل منهما يبحث عن الأخر ليشاركة حياتة
عدت الساعات والأيام , وهم دائما على اتصال يسرقون من الزمن جزءا من الوقت ليطمئن كل منهما عن الأخر ويسمع منه ما يطفى لهيب الحب والشوق وبعد المسافات بينهم , وظلا على هذا الحال بعض الوقت ولكنهم كانو يشعران ان هذا لا يكفى لابد لهما ان يكسرا الحواجز ويقربوا المسافات التى تبعدهم عن بعضهما ليرى كل منهما الاخر رؤى العين ويكتمل ما كانا يحلمان به
نجد ميمى يبحث كل لحظة عن وسيلة تقربه من محبوبته , ولاا يجد الاا السراب كلما يبحث عن طريق ويجد نور الاامل مرة يجد الظلاام الدامس الذى يلتهم النور مرات ومرات , وكان يجلس مع نفسة طوال اليالى يتحدث ويقول
- يا ربى انت أعلم بمدى حبى لها
- فرج كربى يا ألهى واضىء لى نور الطريق الموصل اليها
- يا ربى ساعدنى ان اجد الوسيله ليستريح قلبى وانقذ حبيبتى من عذاب البعد عنها
- ياربى مالى رب سواك خذ بيدى الى طريق الثواب
ويظل ميمى على هذا الحال حتى يتوه فى نوم عميق لاا يدرى متى نام ولاا يصحى من نومه الاا على جرس المنبه للذهاب الى عمله , وما ان يصحى من نومه الاا ويفكر من جديد ,
وعلى الجانب الاخر نجد ملاكى تفكر كثيرا فى حبيب القلب كيف يأتى اليها ومتى يطلبها للزواج وأشياء كثيرة يكاد تطيح برأسها الجميلة من كثرة التفكير وكلما تحتار تلجأ اليه لتتحدث معة على التليفون أو برسالة تطمئنها انه على قيد الحياه
تعلق القلبان كل منهما بالأخر , وشعرنا انه لاا مفر من بعد كل منهما عن الااخر فما يشعر به كل منهما تجاه الأخر يكفى لأستمرار الحياه , وتخطى الصعاب مهما كانت مستحيلة , ولابد لهما من الصبر حتى يقض الله امرا كان مفعولا
ودارت عجله الزمن ببطىء شديد ومرت الايام والحب ينمو ويزدهر فى قلوب الأحبه , ميمى يروى شجرة حبه ويعتنى بها الى ان ازدهرت وترعرعت وهى كذلك كرست كل حياتها من اجل حبها والحفاظ علية من مأسى الزمن , وكانت دائما تهون المصاعب على ميمى حتى يأتى الفرج من عند الله ويجتمعان على خير
وذات ليلة لياء كان القمر فيها خافتا والجو شديد الحرارة احس ميمى ان حرارتة مرتفعة جدا وصداع شديد يكسر رأسه فنقل الى المستشفى فجأه ولم يفكر ان يحمل تليفونه معه , ومكث فى المستشفى عده ايام
تحاول ملاكى الاتصال لاا أحد يرد , تكرر المحاوله مرة ومرات ولاا احد يرد , احتارت فى الامر وذهب تفكيرها الى أشياء بعيدة , معقول ميمى ينسى الحب ده كله وما يرد على تليفونى , يا ربى ماذا افعل , وظلت فى حيرة من امرها بعض الاايام التى مكثها ميمى تحت العلاج
شعرت ام ملاكى ان تصرفات ابنتها على غير عادتها فقررت ان تعرف منها ما يدور برأسها فدخلت عليها غرفتها فوجدتها تمسك التليفون وتحاول الاتصال بميمى فأمسكت منها التليفون وقالت
- مين ميمى يا ملاكى
- يا ماما ميمى دى واحده صاحبتى
- بنت يا ملاكى
- ايوه ما ما بنت
فأعطتها تليفونها وانصرفت ولكنها احست بشىء غريب ابنتها دائما فى غرفتها وتغلق الباب ما الداعى لذلك ولو كانت ميمى بنت صديقتها كما تقول لماذا تغير لون وجهها وان اتحدث معها لاابد ان بالامر شيىء ,
وذات يوم واسرة ملاكى تتناول طعام الفطور بدأ والدها الحديث بأن تليفونه سرق منه بالامس وعاوز تليفون ملاكى الى ان يشترى لنفسه تليفون أخر , فارتعدت وتلجلجت وأحمر وجهها ولم ترد
- مالك بنتى ما بدك تعطى تليفونك لبابا لحين ما شترى تليفون
- لاا بابا اقوم احضرة لك
ودخلت غرفتها وسحبت الخط من التليفون وخرجت واعطت التليفون لوالدها وقالت
- ابى هذا تليفونى ولكن الخط معى لان عليه ارقام اصدقائى فابتسم والدها وقال ما يخالف بنتى انا اشترى خط جديد
شعرت ان والدتها تكلمت مع والدها فيما فعلته بالأمس فدخلت غرفتها وأغلقت عليها بابها وظلت تبكى كثيرا ظنا منها ان ميمى لو حاول الااتصال بها سوف يجد التليفون مغلقا وهى لا تعلم متى تسترد تليفونها من والدها
ظل ميمى تحت العلاج اسبوعا كاملا كان اهون عليه ان يستحمل مرضه ولكنه لا يستطيع ان تغيب عنه حبيبته ولا يسمع صوتها, وكأن الله له فى ذلك حكم , خرج بعد ان عافاه الله سبحانه وتعالى وما ان دخل المنزل الا وامسك بالتليفون للأتصال بها , وكانت المفاجأه لا أحد يرد التليفون مغلق وهو لا يعلم ما دار بينها وبين والدها , يكرر المحاوله مره ومرات ولا أحد يستجيب , ترك التليفون وارتمى على فراشه وظل يفكر كثيرا ولم يهديه تفكيرة الى شيىء الى ان غلبه النعاس ونام
فكرت ملاكى فى الاتصال به من اى تليفون اخر , فغادرت منزلها الى ان وصلت الى احد التليفونات العموميه وارادت ان تتصل بميمى , طلبت الرقم ولا تسمع غير جرس التليفون يرن فكرت انه يتهرب منها ولا يرغب فى الرد عليها وعلى الجانب الاخر سمع ميمى جرس التليفون ولما نظر الى شاشه التليفون ولم يجد اسمها ضغط على زر الاغلاق
رجعت ملاكى الى منزلها وهى فىحالة غضب شديد من ميمى ماذا حدث ليتصرف معى بهذا الشكل ولماذا يتهرب منى كل هذا الوقت لابد ان فلا الامر شيىء وهو يخجل ان يصارحنى به , ابعد كل هذا الحب ينسانى حبيبى كل هذا الوقت , اننا بالمسبه له رخيصة الى هذا الحد لايرد على اتصالاتى ولا يتصل هو بى , ماذا افعل الاان وقلبى متعلقا به ولا استطيع ان أحب شخصا غيره , ولو املك لسافرت اليه الى ابعد بلاد الارض لاطمئن عليه ولكن ما بيدى ولا استطيع ان افعل ذلك , وانهمرت دموعها وظلت تجرى لساعات على خدودها الجميله , وباب غرفتها مغلقا , وفجأه سمعت طرق بسيط على باب غرفتها فجففت دموعها وفتحت الباب فوجدتها والدتها فنظرت اليها وقالت
- فيه ايه يا بنتى انت تبكى لو على التليفون انا اتكلم مع بابا ويرجعة ليكى
- لا يا أمى انا زهقانه شويه
- من ايش بنتى
- ما بعرف امى من ايش ولكن زهقانه
قومى حبيبتى اغسلى وجهك انتى تبقى بخير ان- شاء الله
وكان يوم جديد اشرقت فيه الشمس بنورها على قلوب الأحبه وكأنها اضاءت لهم الطريق لأن يلتقيا مرة اخرى , نجحت ملاكى فى الأتصال بميمى وكانت هذه المكالمة تعد بمثابه الدواء لكل منهما فقد اشتاقت روح كلاهما للأخر وكأنهما كانا محبوسان كل منهما فى قفص لا يرى كل منهما الاخر , وفجأه فتحت الابواب واطلقا فى الهواء واجتمع القلبان يشكى كل منهما للأخر ما سار عنده فى فترة انقطاع الأتصال وتشابكت الأيدى وتعانقت القلوب وانصرفا املا فى لقاء جديد
وفى اليوم التالى والد ملاكى ينتظر احد جيرانه للاتفاق على زواج ابنه لابن جارة , واعدت امها الطعام والحلوى وملاكى لا تدرى ما يدور حولها فقلبها مشغول ولا تهتم كتيرا بما يحدث , ودخلت امها عليها غرفتها وقالت
- ملاكى غيرى ملابسك فى ضيوف بدهم يشوفوكى
- ليش ماما
- يخطبوكى نور عيون ماما
- بس انا ما اريد الزواج الحين
- هذا ما هو زواج تعارف وبس
- ما ما من وين العريس
- ابن عمك حمدان جارنا
- حمادة
- انتى تعرفيه ملاكى
- نعم ماما ولكنة ما ينفع اتزوجة
- بدلى ملابسك الضيوف على وصول
وانصرفت امها من الغرفة وانصرفت البسمة من شفاة ملاكى وتاهت فرحة الصباح بالحبيب وجاء الحزن الى قلب الامورة الصغيرة ماذا تفعل وماذا تقول لاهلها وماذا تقول لميمى وكيف تخرج من المنزل للاتصال به , كل ما ما تملكة دمعات العيون والصمت والعقل المتوقف عن التفكير
دخل حمدان وحمادة ابنه منزل ملاكى فرحب بهم والدها وقدم لهم واجب الضيافة وجاء دور ملاكى لتدخل عليهم لترى عريسها المنتظر وتدخل عليها امها تجدها كما هى دون تغير , تصرخ فى وجهها لتبديل ملابسها , وكأنها تأمرها ولابد لها ان تطيع , غيرت ملابسها وخرجت بوجه حزين وعيونها تنظر الى الارض وكأنها لا تريد ان ترى غير وجه حبيبها ميمى وترد والدتها على الضيوف وتقول لهم - كسوف بنات
اتفق الطرفات على مستلزمات الخطوبه وحددوا له بعد شهر من الحين دون ان يسال ملاكى احد عن رايها فيمن يتفدم لها , وكأنها لا تملك حق الرفض أو الاختيار , فأصبحت فى حيرة من امرها هل تقول لوالدتها انها تحب وتنتظر حبيبها الى ان يأتى من مصر ليتزوجها سوف تسألها اسئلة كثيرة لا تستطيع الرد عليها , وكيف لها ان تعارض والدها بعد اتفاقة من الجيران
كان ميمى قبل مرضة اتفق مع احد اصدقائة للبحث له عن عقد عمل فى الدوله التى تعيش فيها ملاكى , وبعد ايام حضر له صديقة واخبرة ان العقد سوف يحضر بعد خمسة عشر يوما من الان وعلية ان يجهز بعض الاوراق وسوف يسافر فى نهايه هذا الشهر
رنات متتاليه تصدر من تليفون ميمى
- الو ملاكى صباح الخير حبيبتى
- صباح الخير ميمى
- انتى بخير
- لا
- ما بكى ملاكى
- الحقنى ميمى ابى ينوى زواجى فى نهاية الشهر
- صمت ميمى ولم يرد تاهت الكلمات من راسه وخرس لسانه وكأنه اصابة الشلل , وبعد لحظات تقول ملاكى
- ميمى ما بك
- لا شيىء انا سوف احضر طرفكم قبل نهاية الشهر اعطنى العنوان , واخرج من جيبة قصاصة من الورق وكتب عنوانها وانصرف كل منهما فى طريق املا فى ان يحضر ميمى قبل فوات الاوان
لمبات كهربائية ملونه تضاء على منزل ملاكى ووالدتها وجيرانها يعدون الطعام والحلوى فاليوم خطوبه ملاكى على حمادة ابن جارهم وصوت الزغاريد يدوى فى ارجاء المكان والعروسه محبوسه داخل غرفتها وقلبها يتمزق مما يفعله اهلها بها وميمى لم يحضر حتى الاان
وفى ذات صباح نفس اليوم احضر ميمى حقائبة وجهز بها كل ما يريده ووصل الى المطار وركب الطائرة وبعد ساعات كان فى بلد محبوتة قبل اذان العصر , سأل احد الموجودين بصالة المطار عن العنوان فدله علية فركب الباص الموصل لذات العنوان ووصل اليه بعد اذان المغرب
اجبرت ملاكى على ارتداء فستان العرس وخرجت
لتجلس بجوار خطيبها حماده وبدات مراسم الفرح والفرحه تعم المكان الا من قلبها يبكى دما ولا احد يدرى ما بها وعيناها تطوف فى ارجاء المكان بحثا عن ميمى
وصل ميمى الى عنوان حبيبتة وسال احد المارة عن اسم والدها فدلوه على المكان واخبروة ان زواج ابنته ملااكى اليوم , استجمع ميمى كل قواه ودخل صالة العرس ونظر الى ملاكى فوجدها صورة طبق الاصل لحبيبته التى رسمها فى خيالة منذ زمن بعيد فكانت تلك المرة هى الاولى التى يراها بعينه لتكتمل الصورة وما ان رأته ونظرت اليه و الدموع تملىء عيناه وتجرى على وجههة تكاد تبلل ملابسه الا ووقعت على الارض مغشيا عليها , فأخرج ميمى منديلا ورقيا وجفف دموعة وانتظر قليلا حتى اطمئن عليها ونظر اليها مرة اخرى حتى يشبع قلبه الملهوف برؤيتها وكأنها المرة الأخيرة التى يراها فيها فوقفت ملاكى ونظرت اليه نظرات الشوق وكأنها تطمئنه انها مستحيل ان تكون لغيرة وجرت مسرعة متجهه الى غرفتها
وغادر ميمى المكان
-------------------------- البدايه ---------------