الرزق والأجل
سئل الحسن البصري عن سر زهده في الدنيا فقال : أربعة أشياء :
علمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به .
وعلمت أن رزقي لا يذهب إلى غيري فاطمأن قلبي .
و علمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية .
وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي .
رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له :
أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث تجيبني قال الرجل : نعم .
فقال له إبراهيم بن أدهم : أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله؟ قال : كلا
قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شئ قدره الله لك؟ قال : لا
قال إبراهيم : أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة ؟ قال : كلا
فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن ؟؟
الشكوى الى الله تعالى
قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني ثم قال :
يا ابن أخي : لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان : صديق تسوؤه و عدو تسره 0
يا ابن أخي : لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه
ولكن اشكو إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك.
يا ابن أخي : إحدى عيني هاتين ما أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة
و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي 0
عجبت لمن
قال أحد الصالحين : عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول :
{ أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }
والله تعالى يقول بعدها : { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } (الأنبياء :84)
وعجبت لمن بلي بالغم ، كيف يذهل عنه أن يقول :
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }
والله تعالى يقول :
{ فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } ( الأنبياء 88 )))
وعجبت لمن خاف شيئاً ، كيف يذهل عنه أن يقول :
{ حسبنا الله ونعم الوكيل } والله تعالى يقول بعدها :
{ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } آل عمران :174)
وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول :
{ وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }
والله تعالى يقول : { فوقاه الله سيئات ما مكروا } غافر: 45)
وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها ، كيف يذهل عنه أن يقول :
{ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } الكهف:39)