سألهم عن الدنيا
سأل رجل ذات يوم عن الدنيا
فتلقاء أجابه ولم تشفي غروره وتطيب خاطرة
واخذ بسؤال لعدة أشخاص واستمر فيه
حتى يئس من الإجابة التي يريدها
وذات يوم وفي احد الأركان وفي ظل الليل الدامس
وجد شاب عرف بضعف عقله وقلة وعيه
فسائله ما أجلسك هنا
قال أتسامر مع الحياة
فقال له الرجل بسخرية وبما تسامرها
قال الشاب اضحك معها على الدنيا
فقال الرجل في عجله وهل تعرف الدنيا
قال الشاب اعرفها واضحك عليها دوما
فقال الرجل إذا ماهي أذا أنت تعرفها
قال له الشاب بإستهتار وضحك هي غرفه مظلمة
متحركة تتجه إلى الإمام
وفيها أبواب كثيرة ولكل باب
زخرف وجمال يفتن الإنسان
عند الباب حارس يدعو الناس إلى الدخول
ويزين حالها لهم ويذكر محاسنها فقط
وهذا يتكرر في كل الأبواب
إلا باب واحد وهو في خط مستقيم مع مدخل الغرفة
قال الرجل لماذا هذا الباب فقط
فقال الشاب لان الأبواب كلها تظهر زينتها
وتخفي عيوبها ماعدا هذا الباب
يظهر عيبه الوحيد ويخفي زينته الكثيرة
قال له الرجل في ذهول
وما المضحك في الأمر
قال الشاب اضحك على الناس
الذين يفرحون بدخول الأبواب
وسماعهم للحرس وتركهم لأحسن باب
قال الرجل ولما لا تدخل أنت احد الأبواب
قال الشاب أنا مجنون والحرس لا يريدون إدخال المجانين
قال الرجل ومن أمر الحرس أو وظفهم في هذا
قال الشاب صاحب الدنيا وخالقها
قال الرجل كيف
قال الشاب اخذ رئيس الحرس عهد على نفسه
أن يدخل اكبر عدد يستطيع من الناس في غرفه
واخذ موعد من خالق الدنيا أن
لا يموت حتى يموت الناس وحتى لا يفوته شي
هنا دهش الرجل من كلام الشاب
وعلم أن الحرس هم الشياطين أتباع إبليس
يغوون الناس ويبعدونهم عن الطريق الصحيح المستقيم
وعلم أن الزخرفة من الشيطان
الاستقامة هي الطريق الصحيح