إنّ موضوع " اللون " في الحياة ،موضوع ما يزال يحير كثير من علماء العلوم التطبيقية ،رغم وجود البحوث والدراسات العلمية في هذا المضمار .
على أنّنا نجد في كتاب الله ذكرا للون في مواضع عديدة ،وقد ذكر بعضهم أن كلمة " لون " ذكرت في القرآن سبع مرات ،وقالوا أنّ ذلك يناسب عدد لون الطيف السبعة ..
وفي مسألة " اللون " يقول الباحث عبد الدائم الكحيل في بحث بعنوان معجزة اختلاف الألوان :إن الضوء الذي نراه هو عبارة عن موجات لها تردد محدد، فالضوء الأحمر هو موجة لها تردد، واللون الأخضر هو نفس الموجة الضوئية ولكن لها تردد أكبر، وهكذا...
إذاً تختلف الألوان عن بعضها باختلاف طول موجة كل منها أو تردده، وهذه آية تستحق التفكر. ولذلك ينبغي علينا أن نتدبر قول الحق تبارك وتعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فأخرجنا بِهِ ثَمَرَاتٍ مختلفا ألوانها وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مختلف ألوانها وغرابيب سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ والدواب والأنعام مختلف ألوانه كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العلماء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) [فاطر: 27-28].
والعجيب أن الله تعالى ذكر في هذا النص الكريم شيئاً غريباً لا يمكن أن يصدر من بشر، وذلك في قوله: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العلماء ) وهذا يعني أن العلماء هم أشد خشية لله من غيرهم، وهذه الآية كانت سبباً في إسلام أحد العلماء لأنه أدرك أنه لا يمكن لبشر أن يعرف مثل هذه الحقيقة.
وتأملوا معي كيف ربط الله بين العلم وخشية الله من جهة وبين معجزة الألوان من جهة ثانية، ليدلنا على أهمية هذا التنوع في عالم الألوان وتأثيرها على الناس.
وانظروا معي إلى هذا النص الكريم: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مختلفا ألوانه ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الألباب أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ للإسلام فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ للقاسية قلوبهم من ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [الزمر: 21-22] .
انظروا كيف يربط البيان الإلهي بين الألوان واختلافها في قوله ( مختلفا ألوانه ) وبين الإيمان في قوله ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ للإسلام )، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية التفكر في عالم الألوان واختلافها، وبخاصة أن التراب واحد والماء واحد ولكننا نرى عالماً مليئاً بالألوان لا تكاد تجد له نهاية .. " انتهى كلام الباحث.