لطيفة بن محمد نائب مدير المنتدى
| موضوع: تهيج الأمعاء أو تشنج القولون الخميس مارس 20, 2014 11:21 am | |
| قد تكون في عشاء مع بعض الأصدقاء، وبعد الانتهاء من وجبة شهية، تبدأ القرقرة المألوفة في معدتك. فتستأذن وتهرع إلى المنزل، حيث تمضي الساعة التالية وأنت تعاني من التشنجات والإسهال. وأحياناً أخرى، تجد نفسك مصاباً بإمساك مزعج. وفي الحالتين، يكون التأثير سلبياً على حياتك في المنزل وفي العمل.إنّ مرض تهيج الأمعاء هو حالة شائعة، وهو من الأسباب المسؤولة عن إضاعة وقت العمل والدراسة.وغالباً ما يدعى مرض تهيج الأمعاء بالقولون التشنجي، لأن تشنج الجدران المعوية هو المسؤول الأول عن العوارض. فجدران الأمعاء مبطنة بطبقات عضلية تتقلص وتسترخي، للمساعدة على تحريك الطعام من المعدة إلى الأمعاء قبل أن يبلغ المستقيم. وفي الحالات الطبيعية، تتقلص العضلات وتسترخي بوتيرة طبيعية. أما عند الإصابة بمرض تهيج الأمعاء، فيطرأ خلل على عملها. فتتقلص لوقت أطول، وبقوة أكبر من العادة، مسببة الألم. وهكذا يُدفع الطعام عبر الأمعاء بصورة أسرع، مسبباً الغازات والانتفاخ والإسهال. وفي بعض الأحيان يحدث العكس. إذ يتباطأ مرور بقية الطعام، مؤدياً إلى براز صلب وجاف. إضافة إلى ذلك، فإن تشنجات الأمعاء تدفع هذه الأخيرة إلى زيادة إفراز المخاط مع البراز.وبالرغم من أنّ مرض تهيج الأمعاء لا يهدد حياة المصاب، إلا أنه قد يتداخل مع نوعية الحياة. ففي الحالات الطفيفة، لا يسبب المرض سوى إزعاجٍ محدودٍ. أما عندما تبلغ الحالة أقصى حدتها، فمن شأن الألم والعوارض المصاحبة له أن تفوق احتمال المريض. والملاحظ أنّ معظم الأشخاص يعانون من عوارض طفيفة. بينما يواجه البعض عوارض معتدلة الحدة، متقطعة ولكنها قد تعوّق المريض. وثمة قلة من المصابين بهذا المرض يعانون من عوارض حادة.أسباب تهيج الأمعاء أو تشنج القولونخلل وظيفيغالباً ما يشار إلى مرض تهيج الأمعاء على أنه خلل وظيفي، مما يعني بأن الأمعاء تبدو طبيعية ولكنها تعمل بشكل غير طبيعي. والواقع أنه ما من أحد يملك معلومات مؤكدة عن سبب هذا المرض. ويعتقد بعض الباحثين بأن الحالة مرتبطة بأعصاب موجودة في الأمعاء مسؤولة عن التحكم بالإحساس. ولدى البعض، تكون هذه الأعصاب أكثر حساسية من المعتاد، مسببة استجابة جسدية قوية تجاه بعض الأطعمة أو النشاط الجسدي أو وجود الهواء أو الغازات في الأمعاء. فما لا يسبب أي إزعاج لمعظم الناس، كبعض الغازات مثلاً، قد يؤدي إلى الألم والانتفاخ لدى المصاب.ويشعر الباحثون أيضاً بأن التوتر وغيره من العوامل النفسية تساهم في تفاقم مرض تهيج الأمعاء. كما يلاحظ كثير من الأشخاص بأن عوارضهم تزداد حدة أثناء الحوادث المسببة للتوتر والإجهاد، كتغيير روتينهم اليومي أو مواجهة مشاكل عائلية أو التواجد مع حشود اجتماعية. والواقع أنه لسنوات عديدة، عزى الأطباء مرض تهيج الأمعاء إلى التوتر وحده. ولكن الأطباء يظنون بأنّ للمرض أساساً وظيفياً (طبيعياً) وانفعالياً (نفسانياً).وبما أنّ النساء هم أكثر عرضة من الرجال مرتين أو ثلاث للإصابة بالمرض، يعتقد الباحثون بأن التغيرات الهرمونية قد تؤدي دوراً في ذلك. وقد ينجم مرض تهيج الأمعاء عن مرض آخر. فأول ما يعاني البعض من هذا المرض بعد نوبة حادة من الإسهال. غير أنّ مرض تهيج الأمعاء غير مرتبط بأمراض الأمعاء الالتهابية كمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي. كما أنّ المرض لا يسبب السرطان ولا يجعل المصاب أكثر عرضة للإصابة به. منقول | |
|