يا صديقي
خذ مداداً من رحيق الزَّهرِ, وابني
في جبينِ الشمس كوخاً لي
يقيني من مهبِ العاصفةْ
وتخيَّر لي فتاةً
من رحيقِ البرتقالْ
تحتويني
وتداوي لي جراحي النازفةْ
بيديها كوبُ ماءٍ
ولديها بعضُ خبزٍٍ
ولفافةْ
تحتويني في الشتاءْ وتقيني كالرصافةْ
حرَّ خطِّ الاستواء بظلالٍ وارفةْ
عرِّها من حزنها
ودع الشمسَ تغني بين نهديها
بعمقٍ
مثلَ صدقِ العاطفةْ
فبجنبيَّ لهيبٌ من أمانٍ حالماتْ
وبعينيَّ اشتياقٌ وأغــانٍ للحيــاةْ
فأنا الآنَ وحيدٌ
أعصِرُ الآلامَ في دنِّي
خيالاً
ودموعا
وأناجي النفسَ في سرِّي, فتسري
كلُ أشواقي وتزدادُ ذيوعا
أحمل الأحلامَ
والآلامَ وحدي
بتُّ للحزنِ يسوعا
وإذا أظلمَ ليلُ الناسِ
أوقدتُ لهمْ شعري شموعا
يا خلي البالِ عن همي
وحزني
هل سمعتَ الطَّيرَ
في ليلٍ يغني
يسعدُ الناسَ ويشدو
كلَّ حينٍ من أماسيهِ بلحنِ
وإذا ما أنَّ مذبوحاً مشَوا من غير ِأُذنِ
هكذا أشدو
ولا يبقى معي في الَّليلِ شيءٌ
غير فني
فني للشاعر أسامة تاج السر