مرحبا بكم في تونس
لكل منطقة تونسية ذاكرتها التي تمثل إرثها الحضاري و العادات و التقاليد في غارالــــدماء غنية و متنوعة و نستطيع القول بأنها لم تتغير منذ القديم فسكان هذه المنطقة متمسكون بعاداتهم و تقاليدهم التي يعتبرونها جزءا منهم و من حياتهم فرغم هذا التطور الذي يشمل جل المجالات إلا أن الأغلبية بقوا متمسكين بعاداتهم باعتبار أن الموروث الحضاري يشكل ثقافة كل مدينة أو قرية تونسية و غارالدماء لم تشذ عن هذه القاعدة فثقافتها عريقة الجذور و ضارية في القدم شأنها شأن أثارها الخالدة و جبالها الشامخة.
المناسبات الاجتماعيةالخطبــــــــــــــــــة:
لا يكون الرجل على معرفة سابقة بالمرأة بل أمه هي التي تتكفل بهذا كله فهي التي تعلم كل ما يتعلق بالزوجة و تختار العروس لأعلى اعتبار جمالها أو مهمتها بل على اعتبار كفاءتها في القيام بالشؤون المنزلية و نشاطها وأصلها الشريف و أخلاقها و يوم الخطبة تحجب العروس في أحدي الغرف و يحل أهل العريس رفقة ابنهم و يتم الإتقاق على كل شيء دون أن تعلم هذه الأخيرة معلومات كافية عن زوجها المستقبلي.
الـــــــــــــــــزواج:
في يوم الزواج ترتدي العروس أفخم ما لديها من لباس تقليدي و حلي ثمين من الذهب و القضة و الخمسة و الخلخال و تقيم مأدبة كبيرة تجتمع فيه كل الأهالي و بعدها تنتقل من بيت أبيها إلى بيت زوجها وهي راكبة على أجمل و أفضل الأحصنة يتبعها من وراء جمع غفير من الناس و صوت قرع الطبول و الراقصات فوق الأحصنة و أمام حصان العروس تجد حصان الراقص و الريس حيث تصل إلى بيت زوجها.
الإحتفلات الشعبية ان الطقوس الاحتفالية ( الزيارة، الزردة، الوعدة ) التي تقام على شرق الولي الصالح في منطقة غارالدماء تهدف بالأساس إلى الحصول على الولي و المتمثلة في مجموعة من الفضائل تمكن الزائرين من الحصول على العديد من النعم توفر الإحسان والانسجام داخل العائلة وتنشر السلم داخل المجموعة القبلية الزيارة: و تعني المزارة وهي زيارة قبر الولي الصالح أو مكان كان مسرحا في السابق لحدوث شيء عجيبا وتحول فيما بعد الي مجال عبادة وتقديس شعبي و أهمية الزيارة لا تكمن في طلب الغفران و التكفير عن الذنوب بل أيضا في التخفيف من الآلام والخوف والغم وصولا إلى حالة الإحساس المبدع والورع المركز الزردة: هي تجمع احتفالي لها صبغة دينية وتقام قرب حرم الولي في شكل وليمة أي غباء جماعي يضم الأتباع و المخلصين للولي في ذكرى ولادة أو وفاة أحد الأولياء الصالحين الذي تقام على شرفه أضحية جماعية ينتظر منها الحصول على البركة باعتبار أن الأضحية مشبعة بفضاء للولي و بكل الأشياء المقدسة المحيطة بالحرم فمثلا في مزارة سيدي حمد بورنون عندما تقدم الأضحية (خروف ثور ماعز ناقة صغيرة) يتوفوه صاحبها بالعبارة التالية : راه للشيخ سيدي حمد مسمي ليه.دراسة الظاهرة الصالحيةيتفق أغلب علماء الاجتماع و الأنتروبولوجيا و تاريخ على أن تأسيس الزوايا يخضع لشروط موضوعية من بينها انحدار الوالي من أصل شريف أوان تكون له على الأقل قرابة من سلالة أذرية الأشراف و أن يعتمد على قبيلة أو عدة قبائل تكون قوية في مكان بعيد عن المراكز الحضارية الكبرى أو السلطة المركزية و في فترة يكون فيها حضور الدولة ضعيفا و في بعض الأحيان منعدما وهذه الشروط تنطبق إلى حد كبير على الولي الصالح سيدي عبد لله وارتكز على قبيلة خمير المنتشرة في الأطراف و قد حافظت على استقلالها التام من كل سلطة حكمت البلاد إلى مجيء الاستعمار الفرنسي الذي تفكك في إخضاع القبيلة عن طريق التقنية العسكرية المتطورة.
2- التعريف بالولي و مناقبه:من هو الولي: يجد الباحث القضاء العربي الإسلامي صعوبة كبيرة في الإحاطة بحركة الصلاحاء وخاصة في تعريف الولي و ذلك يعود إلى الاختلاف في المداولات هذا المفهوم بين بلاد المشرق و بلاد المغرب بل وحتى تفصل بينهما فالصالحية هي مجموع السلوكيات الدينية المرتبطة بالأولياء و بالمعابد التي تحوي أضرحتهم و الأشياء و الأماكن ( الكهف- الشجرة- عيون الماء- الأحجار) التي هي منبع كل بركة وبالتالي فإن الولي هو الشخص الصالح الصديق القريب من الله و أصل الكلمة من ولاء أي قريبا وهو أيضا الطاهر العادل العارف بالله وهو أيضا أحد أصدقاء الله. ويتحدث القرآن عن هؤلاء الناس ويسميهم أولياء بينما يتخذ مدلول القديس معين أخر: فهو شخص حقيقي أو أسطوري يتحول إلى كائن مقدس اما في حياته او بعد مماته لذي يقع التركيز على الطابع القدسي لهذا الكائن حتى على المستوي التسمية فيقال سيدي عبد القادر الجيلاني، سيدي محرز، سيدي عبيد، سيدي بن عياد .مناقب الولي و معجزاته : بفعل ما تميز به الأولياء من ورع وتقوى وتزمد ورفضهم للحياة الدنيا و ملذاتها فقد ارتفعت مكانتهم الى درجة اعلى من بقية الناس العاديين فأصبحوا يتوفرون على البركة الإلاهية يتسلمون بواسطته موهبة الكرامات كما تسبب اليهم الأعمال الغربية جدا و المخارقة للعادة ولا شيء في الغالب أكثر روعة من التعصب التي تروي عنهم و على راس الأولياء يوجد سيدي عبد القادر الجيلاني( 1077م- 1166م) الذي تنسب إليه عدة مناقب و مكرامات كما يحكى أنه مساء يوم رمضان في وقت الإفطار أكد أشخاص كانوا يتناولون طعام الإفطار في سبعين موضع مختلفا انهم رأوا معهم عبد القادر وهم لم يبرح بلاطة ذلك المساء.2- الطقوس و الشعائر التي تقام للولي ان الطقوس الإحتفالية ( الزيارة، ازردة، الوعدة) التي تقام على شرق الولي الصالح في منطقة خمير تهدف بالأساس إلى الحصول على بركة الولي ومن هذه الطقوس الزيارة أو المزارة: وتعني الزيارة قبر الولي الصالح أو مكانا يمثل مجال عبادة وتقديس شعبي وأهمية الزيارة لاتكمن فقط في طلب الغقران و التكفيرعن الذنوب بل أيضا في التخفيف من الخوف و الألم و الفم وصولا إلى حالة الإحسام المبدع و عندما يعقد الشخص النية على القيام بالزيارة يحمل معه الجاوي والشمع والبخور فيحرق البخور على شرق الولي الصالح ويشعل الشموع في الحرم إما بنفسه أو عن طريق مقدم الزاوية ومن مستحسن يذبح الزائر ضحية بمناسبة الطواف حول الحرم ومن الأقوال المتداولة عند الزيارة " الله في سبيل الله على أكتاف سيدي عسكر باش اتسامحني نحرث بحذاك يا سيدي عسكر نوب علي بعمارة الدار".
الاحتفالات الدينيةالمولد النبوي الشريف
لغارالدماء خاصية متشابهة مع بقية المناطق في الاحتفال قديما بالمولد النبوي الشريف ففي صباح ذلك اليوم تقوم الأم بطهي العصيدة مستعملة في ذلك الدقيق وزبدة البقر وبعد طهيها تضعها في إناء، تذيب الزبدة وتضعها مع السكر فوقها وفي الليلة السابقة للمولد تقوم جميع العائلات بطهي الكسكسي وتعطير المنزل برائحة البخور.
[size=21]العادات اليوميةاللباس:
الحلي: غار الدماء قديما كانت غنية بالحولي وبجميع أنواعه كالفضة مثل الريحانة والقرط الذي كان يسمي بناب الجمل و الخلخال والفرادى والخراص
البرنس: يعتبر البرنس و القشابية والجبة والبلغة والعمامة والملية من أشهر اللباس في غار الدماء.
العادات الغذائية:
شهرة غار الدماء قديما بعدة مأكولات توحي أسماءها بأنها تقليدية وعريقة نذكر منها علي سبيل المثال البركوكش، المحمصة، العصيدة، الزريقة، السويكة، ومن تقاليد هذه المنطقة أيضا تقطير الريحان وقد كان سكان غار الدماء ومازالوا يعتمدون أساسا في غذائهم على الحبوب والزيتون و العيش على لحوم الحيوانات الأليفة كالبقر والغنم والماعز ويحفظون طعامهم في قلل من الطين ويرحون الحبوب بواسطة الرحي التقليدية. [/size]