خذوا مني فؤادي وامنحوني
سلاحي أمتطي صحو المنون
فإني لم أعش لأذوق ذلا
ولا لأذوب في حضن حنون
ولكن كي أذود على حمايا...
ــــــــــــــــــــــــ
شربنا الذل من فرط الأعادي
وسرنا كالقطيع بكل وادي
رضينا أن نكون لهم ذيولا
ونلبس ذلة ثوب الحداد
نقبل كف خنزير لعين
ونصفع كف طاهرة تنادي
فتبا للحياة إذا أهنا
وأهلا بالمنون على الجهاد...
ــــــــــــــــــــــــ
فهذي روحي الحرى فداء
لكل جريحة دوى نداها
لكل عفيفة في الأرض تشكو
جحيم الهتك تلعق من أساها
لكل يتيمة تدعو أباها
وبين دماءه تاهت خطاها
تنوح على بقايا من رفات
أهذا رأس أمي ذي يداها...
ــــــــــــــــــــــــ
فإني ذبت من فرط إشتياقي
إلى الجبهات للخيل العتاق
إلى عزف الرصاص يحن قلبي
ويطرب حين يدعى للتلاقي
فإما النصر يعصف بالأعادي
ويسقيهم أسا مرّ المذاق
وإما الموت يمضي بي لعدن
أزف بها إلى الحور السواقي...
ــــــــــــــــــــــــ
ففجر النصر لاح له شروق
يبدد ظلمة الليل السجين
ويبعث في حنايا القلب عزا
وإن أزرى بنا ذل السنين
وإن وقف الطغاة امام دربي
وإن كادوا بكيدهم المهين
فلن تهدأ رياحي عاصفات
ونصر الله في الهيجا يقيني