عندما تبكى الزهور
ما أجمل ان تقع عيناك فى الصباح الباكر على زهرة أو ورده فى أحد الحدائق تشعر بسعادة وارتياح نفسى ما بعده ارتياح وكان الزهور بلغتها الجميلة الرقيقة تزيل عنا العناء والمشقة والحزن فى زمن العجائب واللامعقول
كنا فى الماضى البعيد نهتم بالحدائق سواءا العامة او الخاصة ولكننا وبكل اسف فى عصرنا الحديث لم يعد هناك وقت لذلك فالناس اصبحت الالات تتحرك ليل نهار بحثا عن الرزق واسقطوا من حساباتهم منظومة الحق والخير والجمال
والمؤسف حقا اننا اطلقنا خطأ لفظ الزهور على اطفالنا الصغار فنقول براعم المستقبل وزهورها ومن يراهم الان يجدهم شيوخ كبيرة فى صورة اطفال تراهم بعيون باكية واجسام نحيلة يحملون الحقائب على ظهورهم عند الذهاب الى المدارس وكانهم حيوانات يحملون الوهم فى صورة كومات من الكتب تكفى لعلام امه بأكملها وللأسف لم يستفاد منها زهور المستقبل لخطأ كبير فى السياسات والادارة والمدرسين والمناهج وغير ذلك الكثير من سياسات التعليم الفاشله
تبكى الزهور من عناء حمل الحقائب وتبكى من معامله المدرسين داخل حجرات الدراسة وتبكى من المطالب التى لاتنتهى من المدرسة وتبكى من سوء التغذية وتبكى من عدم المساواة وعدم حصولهم على حقهم الدستورى
وتبكى الكلمات والوعود التى سمعناها على مدار ربع قرن ولم يتحقق منها شيئا وما زالوا يوعدون
فهل تجد الان السعادة والراحة النفسية عندما تقع عيناك على زهرة من زهور المستقبل