رحلة عبر الأثير رجاءاً كونوا معنا 2

مراقب عام

إن غروب الشمس وإنسدال العتمة في حنان ، والنظام المحكم الذي يمسك بالنجوم في أفلاكها وإطلالة القمر من خلف السحاب وإنسياب شراعاً على النهر وصوت السواقي ... كل هذه الأشياء عندما تقترن بنفس تعزف داخلها السكينة والمحبة والنية الخيّرة لهي السعادة بعينها ... لأن السعادة معناها الوحيد الممكن هي حالة الصلح بين الظاهر والباطن ، بين الإنسان ونفسه ، بل بين الإنسان وربه ... فينسكب كل من ظاهره وباطنه في الآخر وكأنهما وحدة فيصبح الفرد منا وكأنه الكل ... وكأنما كل الطيور تغني له وتتكلم لغته ... وهنا لابد للإنسان من التأمل والتفكير فيما يراه حوله من إبداع ، ففي ذلك راحة عظيمة له خاصة لو أحتسب ذلك لوجه الله تعالى ... وقد قال عز وجل : ( وسخر لكم ما في السموات والأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الجاثية 13

فالغروب هو عبرة للمستهام وعبرة للرائي أو ليس هو نزعاً للنهار وصرعة للشمس بين مآتم الأضواء ... ونحن وفي زحمة الدنيا نسينا أشياء كثيرة ، ونحن من كرمنا المولى عز وجل وميزنا بالعقل عن سائر الخلق ... لم نفكر في هذا الترتيب الدقيق الذي لا يخالطه شيء وليس هناك إنضباط أو دقة تعادله عند البشر ... فمن علم تلك الشمس أن ساعة الرحيل قد حانت وعليك بدء الرحلة ... أنها لأصدق لحظة وأبدع مشهد يعبر عن أحد قوانين الحياة الثابتة التي تحكم حياة الإنسان على كوكبه ... مشهد مغيب الشمس وسيرها البطيء نحو مرقدها لهي لحظة فنائها بعظمتها وجبروتها وضيائها وحرارتها في أحشاء البحر في سكون وصمت وإستسلام ... هذا الشهد هو أبرز رموز الطبيعة ... التي تستقبل الشتاء ، والنور الذي يخبو والزهرة التي تزبل والشمعة المتقدة التي تخف ، وفورة الشباب التي تهدأ وتشيخ ، وحرارة العواطف التي تفتر وتنطفيء والإنسان الذي يحتضر .

هذه اللحظات تحمل في طياتها رسالة للإنسان المتأمل المفكر ليرى سطوراً مضيئة من كتاب الحياة ... سطرتها يد الجميل الوهاب ليقرب للإنسان فكرة الموت ، وكيف أنه قانون الحياة الذي يسرى على جميع الكائنات ... فلا باقي في ذها الوجود إلا وجهه الكريم ... ورغم أن الموت إرادة لا دخل للإنسان به غير أن طبيعته لا تستطيع أن تقاوم الحزن لفراق أو رحيل عزيز مثلما يحزن لرحيل الشمس منبع الضياء والنور للإنسانية حيث تترك وراءها ظلاماً وكآبة خرساء فيمثل المشهد رحيلها الصامت ... وهي تغيب عنا لتشرق في عالم آخر وعلى بقعة أخرى ، ورغم غيابها عنا فهي تترك لنا قبس من نورها وبعضاً من ضيائها متمثلاً في القمر ... وهكذا قال لنا قرآننا منذ قرون طويلة وصدقته الحقائق العلمية الحديثة ... وقال سبحانه : (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق الله السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ) آل عمران 191 .

فسبحانـــك ربـــي
سبحانــــــــــك

مراقب عام

حاول أن تتأمل الشمس وقت الغروب ... وانت على شاطئ بحر جميل
لماذا ينتابك السكون يغمرك الصمت عندما تتامل الغروب.
هل لانه يمثل حقيقة النهاية لرحلة الايام الطويلة نهاية النشوة
والكبرياء الذي يمتلئ به ضوء النهار نهاية رحلة الشمس
بكل عنفوانها نحو الغرق في مياه البحر الهادئ
هل هو الخوف من اقتراب موعد الرحيل
هل هي حيرة من سؤال شغل عقولنا طويلا
ماذا بعد الغروب

هل لاننا نتذكر ما كان منا تحت شمس النهار الساطعة
بما تشعر وانت ترى الشمس تنغمس في حمرة الشفق المعتمة
والليل يرخي سدوله السوداء
ماذا تعني لك الشمس

أهي الحقيقة
الحياة
النور
الحق
الضوء
النهار
أم لا شئ
ماذا يا ترى هل ستأتي الشمس في اليوم التالي
عفوا.. الشمس ربما ستأتي ولكن هل سترى انت الشمس من جديد
هل جربت بان تحدث نفسك بما قدمته في ذاك اليوم المشمس
حاول ،،
ماذا سيدور بداخلك يحرك قلبك يهز وجدانك
هل ستنهمر عيناك بسيل من الدموع لا ساحل له
هل ستمسك قلمك وتخط به كلماتك المنسابة من قلبك
أم ستحمل ريشتك وتقف على صخرة عالية وتلون لوحتك بألوان الغروب
هل ستتدبر المنظر وترى نفسك التي لا محال غائبة مثل غروب الشمس
تتذكر تتدبر ماذا قدمت في يومك ذاك
بميزان محبتك لخالقك
ميزان التقوى
ميزان الاعمال الصالحة
الثواب والعقاب
هل انت قريب من ربك بعيد عن معصيته
كم قدمت صالحا اقررت حقا وانكرت باطلا
آآآآآآآآآه يا لجهلنا ويا لجمال تلك اللحظات
قف متاملا
فما أجمل أن تنقي نفسك في مثل تلك اللحظات
ونفسك هادئة مطمئنة لصفاء ذاك المنظر الرائع
فتلك لحظات غالية جدا
فز منها بشئ
واقترب من ربك
]

[/b]

نائب مدير المنتدى

تسلم ايدك خاطرتك كلها

احساس و احساس راقي و مرهف

و قد جرفني هذا الاحساس بعذوبته

و اخذا قلمي يكتب و كان احدا يلقنه

و يمليه

دمتي زخرا لنا وعنوان للابداع

و لك مني كل الود و التقدير

» رحلة عبر الأثير رجاءاً كونوا معنا في هذه الرحلة
» مرحبا بك معنا رفقات
» ترحيب بالأصدقاء معنا على المنتدى
» اهلا بالاخ شريف عبيد معنا
» اهلا وسهلا بلميس معنا في المنتدى