محمد ضباشه مدير عام المنتدى
| موضوع: الساعة 6 - قصة قصيرة الأربعاء أبريل 14, 2010 11:22 am | |
|
الساعة 6
قصة قصيرة
تأليف : محمد ضباشه
مصطفى شاب مصرى نحيل ذو بشرة سمراء وعينان سودتان يسكنها الحزن والحيرة , تحملت أمه بعد وفاة والده شئون منزلها المتواضع فهى كانت تعمل خادمة فى أحد المنازل لتدبير المال اللازم للأنفاق عليها هى ونجلها الوحيد بعد أن تخلى عنها أقاربها وأقارب زوجها[size=21] . [/size]كانت أم مصطفى تستعجل الأيام والسنوات لترى ابنها رجلا يتحمل مسئوليتها فى كبرها ويرحمها من العمل هنا وهناك ومرت السنوات وحصل مصطفى على دبلوم التجارة وحصل على مجموع كبير يتح له الالتحاق بالجامعة الا أن حالتهم الاقتصاديه حالت دون ذلك , وظل مصطفى يبحث لشهور عديده عن عمل ليحقق لآمه أمنيتها ويتحمل هو عبى مصروفات المنزل وتدخل الحاج صابر شيخ المسجد فى تدبير عمل له فى أحد محلات بيع ملابس السيدات فى نفس الحى الشعبى الذى يقطن فيه ومرت الايام والأسابيع والشهور , يعمل مصطفى دون كلل وتعمل أم مصطفى والحال كما هو , العيشة على قد الحال والدخل لايكفى , ولولا مساعدة الجيران والمعارف لهم لظلا باقى الشهر جوعى دون طعام ولا شراب وبين الحين والأخر كان مصطفى يتردد على الشيخ صابر فى المسجد يشكى له مأسى الزمن , ويخفف عنه ويخبرة ان الله سبحانه وتعالى مع المنكسرين والضعفاء , وكان يقدم له ما يستطيع أن يفعلة مع شاب فى هذه الايام الصعبة , وكان الشيخ صابر بمثابة الاب لمصطفى ومرت الايام وذات مساء
طرقات خفيفة على باب الشقة المتواضعة التى يقطن فيها مصطفى مع والدتة فى الدور الارضى, فتحت أم مصطفى الباب , فوجدت أم مديحة جارتها[size=21]
- [/size]أتفضلى يأم مديحة ما تدخلى ولا أنتى عاملة نفسك ضيفة[size=21]
- [/size]أم مديحة : لا يأختى ربنا يديم المعروف
ودخلت ام مديحة وجلسا الاثنتان بجوار بعضهن على أريكة خشبية قديمة فى صالة المنزل , وقامت أم مصطفى لاعداد الشاى لأم مديحة , وكان الباب مفتوحا , فدخل مصطفى وألقى السلام ودخل حجرته , قدمت أم مصطفى الشاى فبادرتها أم مديحة وقالت
ماله يأختى الاستاذ مصطفى شايل طاجن سته على دماغة
والله ما أنا عارفة أقولك أيه , الواد عمال يكبر يوم عن يوم وعرفت انه كان بيحب واحدة معاه فى الشغل ولكن لما عرفت ظروفة سابتة واتخطبت لواحد تانى وهو من ساعتها على الحال ده
فردت أم مديحة وقالت : اية رأيك يأم درش ما تيجى نلم البنت مديحة بنتى على مصطفى وأهى ظروفنا زى بعض ونبقى سترناهم
ياريت يأم مديحة , أنا هتكلم مع مصطفى فى الموضوع ده
طب يأختى ....... وظلا يتحدثان فى هذا الموضوع فترة طويلة من الوقت حتى أذان العشاء وأنصرفت
وظلت أم مصطفى بعض الوقت تفكر فيما قالته أم مديحة ووجدت انه لا مفر من ذلك الا أن تصارح مصطفى فدخلت عليه الغرفة , فوجدتة ملقى على السرير , ودخان السيجارة المشتعلة يخرج من أنفة فقالت[size=21] :
- [/size]مالك يا مصطفى[size=21]
- [/size]مافيش حاجة يأمى , أنا بس تعبان من الشغل شوية[size=21]
- [/size]أنا يا ابنى عاوزة أكلمك فى موضوع اتفقت علية أنا وخالتك أم مديحة[size=21]
- [/size]خير يا أمى[size=21]
- [/size]أية رأيك فى مديحة , ما تيجى نجوزهالك[size=21]
- [/size]منين بس , يا أمى انتى عارفة البير وغطاه فين فلوس الشبكة والمهر والمكان , الشقة عندنا قوضة واحدة وصالة وياريت حتى المرتب على شغلك بكفينا لحد أخر الشهر[size=21] ....
- [/size]يا أبنى كل عقده ولها حلال , نعمل جمعية صغيرة ونشترى سرير ودولاب وتتجوز معايا فى الشقة وانا هنام فى الصالة ... المهم أنت ترتاح[size=21]
- [/size]الكلام سابق لأوانه يا أمى .. وباين هنفضل فى الشقى ده طول العمر[size=21]
- [/size]الصبر طيب يا مصطفى ... قوم ناكل لقمة انت على فطارك
وتناول مصطفى مع والدته طعام العشاء , ودخل حجرتة , وأغلق الباب وجال بفكره هنا وهناك , فى حبيبة القلب التى هجرتة لفقره وعدت الساعات ومصطفى سابح فى تفكير عميق وعقارب الساعة تلف حول بعضها وكأنها تبحث عن حل لمشكلة مصطفى , يحب ولا يجد ما يتقدم به لحبيبتة , وكأن الفلوس تقف حجر عثرة فى طريق الوصول اليها , تعبت نفسية مصطفى , وفقد الأمل فى الوصول الى حبيبته[size=21].... [/size]وعدت ساعات أخرى وأم مصطفى تنام على الاريكة الموجودة فى الصالة من شده الحر
وجرس التليفون يرن , فأمسك مصطفى بالسماعة وقال[size=21] :
- [/size]ألو مين معايا[size=21]
- [/size]ايه يا درش أنا اقبال[size=21]
- [/size]خير يا أقبال فية حاجة فى الشغل[size=21]
- [/size]شغل أيه يا صاصا أنت وحشتنى قلت أكلمك أنت لوحدك[size=21]
- [/size]أيوه[size=21]
- [/size]طب أنا جايه مسافة السكة[size=21]
- [/size]جايه فين[size=21]
- [/size]أيه يادرش وحشتنى أنا جايه وانقطع الاتصال
قفز مصطفى من مكانه وغير ملابسة وسكب زجاجة العطر الصغيرة على يدية ورتب محتويات الغرفة وأشعل النار على أبريق صغير ليعد كوبا من الشاى , أخذه وجلس على كرسى متحرك فى البلكونه الكبيرة ينظر الى أشجار الورد التى زرعها والدة فى حديقة الفيلا , وكان يختلس نظرة من هنا ونظرات من هناك على مفاتن النساء التى تمر أمامه , وكأن الشوارع ملئت بهن , وجلس يفكر فى اللقاء الغرامى الذى يجمعة مع أقبال بعد دقائق معدوده , يالها من ليلة جميلة , ربما ضحك لك الزمن يا مصطفى ورضيت عنك أقبال , هذا ما كنت تتمناه
وعدت دقائق ومصطفى ينظر الى الساعة المعلقة على الحائط , وتفكيرة ينبش القبور ويخرج النار الكامنه بين جوانبة , ويتذكر الملابس المغرية للسيدات التى يراها أمامه فى فترينة المحل الذى يعمل فيه , ويتخل أقبال , وعدت دقائق أخرى ويترك مصطفى بلكونة الفيلا وذهب الى غرفة النوم ليعيد ترتيب محتوياتها[size=21] .
[/size]وحضرت أقبال[size=21] ...
[/size]وفتح مصطفى الباب
ودخلت الى غرفة نومة ونظر اليها مصطفى نظرات الحب والاشتياق وبا دلته اقبال بنظرات ممائله
وأم مصطفى تنادى يا مصطفى يا مصطفى
لا أحد يرد
أقتربت من الباب وفتحته
فوجدت مصطفى فى سابع نومة
أيقظته من نومة
فنظر اليها وقال[size=21] :
- [/size]فيه حاجة يا أمى[size=21]
- [/size]فين ........ وصمت[size=21]
- [/size]مين يا ابنى اللى بتسأل عليه[size=21]
- [/size]لا .... ما تشغليش بالك
يا أبنى الساعة 6 الصبح قوم على ما أجهز الفطار وخرجت من الغرفة
هم مصطفى من سريره , ونظر الى ملابسة وغرفتة فوجدهما كما هما دون تغير أو تبديل , وتذكر انه لايملك تليفون ولا فيلا وأقبال خلاص ضاعت منه فصمت قليلا واسترجع حلمه بسرعة وقال
اللهم أجعله خير | |
|
fofowagdy
| موضوع: رد: الساعة 6 - قصة قصيرة الأربعاء أبريل 14, 2010 11:24 am | |
| محمد ضباشه أمثال مصطفى يملأون مدن وقرى وشوارع وحوارى مصر لو كل رجل أعمال تكفل بعدد من هؤلاء الشباب وأنقذهم وحقق حلمهم فى حياة كريمة لساد الحب بين افراد المجتمع وعم الرخاء وزاد الخير من عند الله ولكن للأسف يتم مد ايدى رجال الاعمال الى زملائهم من رجال الاعمال يتبادلون المنافع والمصالح ولا حول ولا قوة الا بالله | |
|
محمد ضباشه مدير عام المنتدى
| موضوع: رد: الساعة 6 - قصة قصيرة الأربعاء أبريل 14, 2010 2:09 pm | |
| انت على حق ماما فوفو شباب عايش مع الوهم والحلم ولكن لها ابعاد نفسيه اخرى فى غايه الخطورة ممكن تدفع الشباب للأنحراف شكرا لكى مع خالص تحياتى | |
|