لطيفة بن محمد نائب مدير المنتدى
| موضوع: الفل التونسي رمز المودة و الرجولة في تونس 2 الأحد مايو 02, 2010 6:49 pm | |
| لا يكتمل الزواج بدونها...أزهار الفل رمز للمودة وللرجولة في تونس تعد حرفة ترصيف حبات شجرة «الفل» لتشكيل ما يطلق عليه في تونس «المشموم» من اعرق الحرف التقليدية واقدمها نظرا لما تحتله هذه الزهرة من مكانة مرموقة واهمية خاصة في طقوس الأعراس وعملية الاعداد السيكولوجي للعريس والعروس ليلة الزفاف. فبالاضافة إلى الرائحة العطرة المنعشة والذكية التي تنشرها شجرة الفل لاسيما في المساء وهي فصيلة من فصائل نبتة الياسمين فان هذه النبتة لا توجد في شكلها ونوعها ورائحتها سوى في تونس حيث اصبح «مشموم الفل» التونسي علامة مميزة لزراعة وصناعة الزهور والعطور التونسية في الداخل والخارج. كما توارثت الأجيال من الشبان والفتيات على مر السنين الاعتقاد السائد في المجتمع التونسي بأن «مشموم الفل» لاسيما ليلة الزفاف يعد رمزا للرجولة ويغذي الأحاسيس برائحته العطرة الذكية حيث يتعين على كل عريس ان يحمل في يده ليلة الدخلة «مشموم فل» مرصع بحبات من الياسمين وكذلك ببعض الورود الاخرى كالقرنفل او الزهور الحمراء تعبيرا عن مشاعر المودة بين الزوجين في ليلة العمر. ولم يعد يقتصر التزود بالفل ليلة الزفاف على الرجال العرسان فقط بل اصبحت الفتيات العرائس تحرصن ايضا على التزين بحبات الفل التي يتم تصفيفها في شكل قلائد تضعها العروس في رقبتها ليلة الزفاف ايضا وفي مناسبات الزينة والافراح الاخرى المختلفة. وتزدهر صناعة مشموم الفل في تونس بشكل خاص خلال فصل الصيف حيث ينتشر مرصفو حبات الفل على الطرقات والشوارع في مختلف القرى والمدن التونسية ليتنافسوا في اعداد اجمل المشاميم واتقنها باحجام مختلفة ولكن بنفس الشكل الدائري للمشموم التونسي التقليدي ناصع البياض والمعروف منذ القدم مع التفنن احيانا في عملية الاخراج الجمالي بتلوينه بزهور اخرى او بمزجه بحبات الياسمين التي لاتقل رائحة وطيبا عن الفل. ويتم اعداد «المشموم» بطريقة تقليدية ايضا توارثتها الأجيال عن الآباء والأجداد والمتمثلة في جمع حبات شجرة الفل التي تتكون كل حبة منها من تسعة اوراق صغيرة الحجم تكون مغلقة في شكل حبة واحدة في النهار ويتم ادخال الحبة في قصبة نحيفة يتم سلخها من نبتة (الحلفاء) قبل تجميع تلك القصبات المرصعة في اعلاها بحبات الفل البيضاء وتصنيفها في شكل زهرة واحدة اصطناعية دائرية تسمى «المشموم». كما تغنى الشعراء والفنانون الشعبيون بمشموم الفل منذ القدم في تونس تاكيدا على مكانته الجمالية وتعبيره الصامت عن ارقى الأحاسيس والمشاعر من خلال لونه الأبيض الناصع رمز الصفاء والنقاء والرائحة الطيبة والمنعشة التي يشعها وترمز إلى الرجولة والخصوبة لاسيما في الاعراس. وتستخدم كلمة «فل» و«ياسمين» إلى جانب كلمة «طيب المسك» في اللهجة العامية التونسية ايضا مجازا لوصف الرائحة الطيبة بشكل عام. وخلافا للفصائل المختلفة لنبتة الياسمين وسنبل الطيب من نوع الناردين شبيه الفل من حيث الشكل والمنتشر في العديد من مناطق العالم لاسيما في حوض البحر الابيض المتوسط فان زراعة نبتة الفل التونسي الأصيل برائحته المنعشة الحادة والمشعة على مسافات بعيدة ولساعات طويلة تقتصر على تونس فقط وبالتحديد في بعض المناطق التونسية التي يسودها طقس حار معتدل. كما اصبحت صناعة تقطير الزهور وتحضير العطور تولي اهتماما متزايدا لزراعة الفل في تونس حيث اصبح يتم تخزين حبات الفل في بيوت التبريد خلال فصل الصيف وذلك لتوفير «المشموم» طوال فصول السنة او للتصدير إلى اشهر شركات العطور الاوروبية والعالمية التي بدات تستخدم الفل التونسي ايضا لاعداد الكثير من العطور المعروفة عالمياً. | |
|